القدس “مدينة السلام”

هيا يا أصدقائي أرجو أن تسرعوا فرحلتنا اليوم رحلة غير عادية إنها إلى القلب !! نعم .. إلى قلب العالم الإسلامي إنها مدينة السلام القبلة الأولى في الإسلام وملتقى الحضارات العالمية إنها القدس تلك المدينة الشريفة المباركة.

لمحة تاريخية :

استوطن العرب القدس قبل خمسة آلاف سنة حيث اختارها اليبوسيون لتكون عاصمتهم بسبب موقعها الرائع بين ابحر والنهر حيث حصنوها بالأسوار من جميع الجهات وقد عُرف عن ملكها “ملكي صادق” أنه مخطط بناء المدينة وهو الذي استقبل نبي الله إبراهيم عندما جاء إلى فلسطين وقد أظهرت الوثائق الموجودة في المتحف المصري هذه الحقائق حيث كان العرب هم الأكثرية طول عهود التاريخ وهكذا نرى أن القدس عربية منذ فجر التاريخ.

سور القدس :

منذ الخطوة الأولى على هذه الأرض الطاهرة ونحن نشعر أن الزمن قد توقف ليحكي لنا العديد من قصص الروعة والأصالة والجمال فهاهو سور القدس يقترب منا ياله من سور عظيم إنه يحيط بالقدس من جميع الجهات فقد بني في الأصل لحماية المدينة وأول من بناه العرب اليبوسيون وقد اكتشف علماء الآثار بقايا سور اليبوسيين عام 1960م وقد قام صلاح الدين الأيوبي بالمشاركة في إعادة بناء سور المدينة بنفسه حيث كان يحمل الحجارة مع العمال أما السور الحالي فيعود إلى فترة اللطان العثماني سليمان القانوني وقد استمر البناء فيه من عام 1536 حتى 1540 ويبلغ طوله الحالي 3662 وارتفاعه من 11-12م وله سبعة أبواب هي : الجديد، العمود، الساهرة، الخليل، داود، المغاربة، الأسباط وكانت هذه الأبواب تفتح صباحًا وتغلق مساءً حتى أواخر الفترة العثمانية.

المسجد الأقصى المبارك :

هيا يا أصدقائي اختاروا باب من هذه الأبواب التسع الخاصة بالحرم الشريف هل ستدخلون من باب المغاربة، أم السلسلة، أم القطانين لكن أرى البعض يتجه إلى باب الحديد أو الناظر إنه حقًا اختيار صعب فلا يزال هناك أربعة أبواب هم الغوانمة وفيصل وحطة والأسباط دعونا ندخل من باب المغاربة حتى نشاهد مئذنته الجميلة كذلك هناك لعدة أبواب أخرى مآذن وكان أول بناء للمسجد الأقصى في عهد الخليفة عمر بن الخطاب حوالي عام 20هـ وكان مبنيًا من الخشب أما المسجد الثاني فقد بناه عبد الملك بن مروان واكمله ابنه الوليد وكانت مساحته ضعف مساحة البناء الحالي وأما المسجد الحالي فيرجع إلى الفترة الفاطمية حيث قام المعز لدين الله بتضييق المسجد وإزالة أربعة أروقة من كل جانب وكان منبره من أجمل المنابر الموجودة في العالم جلبه صلاح الدين بعد تحرير المدينة وقد أحرقه اليهود للأسف عام 1969م.

حائط البراق :

تعالوا الآن يا أصدقائي نجلس بجوار هذا الحائط الشامخ المسمى بحائط البراق فلديه قصة يريد أن يرويها لكن إنه سيروي لكم قصة الإسراء والمعراج حين قام الرسول عليه الصلاة والسلام بربط دابة البراق التي نقلته من مكة المكرمة إلى بيت المقدس تلك الليلة إذ أقام المسلمون مسجدًا في هذه البقعة ويدعي اليهود أن هذا الحائط هو الجزء المتبقي من جدار سليمان الذي بناه هيرودوس عام 18 ق.م مع أن جميع الحفريات الإسرائيلية فشلت في العثور على دليل واحد يؤيد زعمهم والغريب أنهم وجدوا أثناء الحفر حفريات تنتمي إلى الدولة الأموية الإسلامية.

قبة الصخرة المشرفة :

إن هذا الضوء المبُهر الذي تشاهدونه ما هو إلا انعكاس لضوء الشمس على قبة الضخرة المشرفة والتي تقع في ساحة المسجد الأقصى المبارك وهي ترتفع عن مستوى بناء الأقصى حوالي 4م وقد بُنيت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 66هـ واكتمل البناء سنة 72هـ وأشرف على البناء مهندسان فلسطينيان وقد بني على شكل مثمن يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 20.5م وارتفاعه 9.5م والنصف العلوي من جدرانها الخارجية مغطى بالقاشاني الذي وضع في عهد السلطان سليمان القانوني وهو يشكل تحفة فنية وهناك خطأ شائع وهو أن البعض يعتبر قبة الصخرة هي المسجد الأقصى.

المتحف الإسلامي :

اقترح يا أصدقائي أن نختتم زيارتنا للحرم الشريف بزيارة المتحف الإسلامي والذي يقع في زاوية والذي يقع في الزاوية الجنوبية للحرم الشريف وكان قسم منه مسجدًا للمغاربة بُني في الفترة الأيوبية ويحتوي المتحف على مجموعة مختلفة من عناصر الحضارة الإسلامية وفيه مصاحف مكتوبة بخط اليد تعود إلى فترات مختلفة وكانت موقوفة على المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وبعض مساجد فلسطين وقسم كبير منها مُذهب ومزين برسومات جميلة وفي المتحف مئات من الوثائق المملوكية ويحتوي المتحف على مجموعة من الأخشاب المحفورة بنقوش مختلفة ترجع إلى الفترة الأموية وبقايا منبر صلاح الدين.

بعد أن تأكدنا أن كل ما في المتحف يدل على عروبة القدس ويعلن أن فلسطين عربية إسلامية دعونا نركب المنطاد لنصعد على الأضواء المباركة التي تنعكس على قبة الصخرة داعين الله أن يتحرر القدس قريبًا.