
كثيراً من أصدقائي يرغبون أن يكونوا دائماً مثل الكبار، علينا أن نعلن سعادتنا بذلك لأن هذا نوع من الذكاء، لكن فيما تكون مثل الكبار، تكون مثلهم في أدبهم وأخلاقهم وحسن تعاملهم مع الأخرين.
حسن هو طفل ذكي، لكن يتطلع دائماً أن يكون مثل أخيه الأكبر الذي يذهب إلى الجامعة، ولم يكتفي حسن بذلك لكنه راقب أفعال أصدقاء أخوه ووجد أن أحدهم يدخن بشراهة، انتظر حسن بعد أن غادر الصديق المدخن لأخيه وأنطلق ليلحق ما تبقى من سيجارة في منفضة السجائر وأخذ منها عدة أنفاس متتالية، لكن ما لم يكن في الحسبان أنه ظل يسعل ويسعل دون توقف، فجاءت أمه تجري من المطبخ وهي تسأله ماذا بك، وما أن وجدة بقيا السيجارة على الأرض حتىـ فهمت ما حدث وهنا كادت تضربه لولا أن والده تدخل وهدئه، أخذه إلى الحما فغسل وجهه ثم سقاه بعض الماء وقال له وهو يربت على كتفه، إبني الحبيب، إذا فعل الكبار خطاء ما لا يجب أن نقلدهم، ولكن لتكون كبير وناضج بعقلك قبل جسم أفعل الصواب الذي يفعله الكبار..
في اليوم التالي أصطحب الوالد حسن إلى زيارة الجد، وهناك شاهد طيور الفرح في كل مكان، رحب الجد بحسن واعطاه قطعة كبيرة من الشكولاتة، جاءت الجدة بما لذ وطاب من الطعام، شاهد حسن الفرحة في عيون جده، وزادة سعادته عندم قدم لهم والده بعض الهدايا البسيطة، همس والد حسن إليه، صلة الرحم هذه بجانب ما تقدمه من سعادة لك وللأخرين تبارك لك في عمرك وتزيد رزقك.. تردد صدى كلمات والده في قلبه لتضاعف الشعور الرائع الذي يملأه.