هاني و إشارة المرور

دائما ما يردد هاني “أنا حر” لكن والده يرد عليه ببساطة أن الحرية مسئولية، وان الحرية لا تتناقض مع اتباع القوانين هدفها الأساسي غالباً الحفاظ على سلامتنا، لم يقتنع هاني يوماً بكلمات والده، وكان يتعمد دائماً أن يخرق القوانين والقواعد.

إلى أن كان يوماً يركب دراجته وينطلق بسرعة كبيرة حيث أشارت إليه إشارة المرور باللون الأصفر لتطلب منه أن يهدئ سرعته، لم يكترث، ثم تحولت قبل أن يعبرها إلى اللون الأحمر طالبةً منه التوقف وإعطاء الفرصة لسيارات ودراجات الطريق الأخر أن يمروا لكنه لم يعيرها اهتمامه.

وما أن تخطى خط الإشارة حتى وجد نفسه يطير في الهواء حتى أن تفحص ذراعيه ظناً منه أنهما تحولا إلى جناحين، لكن العجيب أنه وجدهما كما هما، والأعجب أنه بدأ رحلة سريعة للعودة إلى الأرض، لم يكن هبوط سلس أو أمن، لكنه كان سقوط سريع ومؤلم؛ حيث اصطدم بالأرض بكل قوة، حتى شعر أن الدنيا تُظلم شيئاً فشيء.

بعد فترة ازعجه ضوء شديد مسلط على عينيه، أفاق ليجد نفسه في المشفى، وقد رُبطت قدمه وعلقت في عمود معدني قرب منه، كان الزعر على وجه والدته والأسف على وجه والدته غير مفهوم بالنسبة له.

لكنه سرعان ما عرف أنه تعرض لحادث خطير، حينما قرر عبور الإشارة وهي حمراء همس له والده “ألم أخبرك أن الالتزام بالقواعد والقوانين لا يقلل من حريتك عليك الآن أن تكون مقيدة لأكثر من شهر في هذا السرير..” لم يرد هاني على والده فقد أغمض عيناه التي تسبت منها دموع ندمه.